أخر الاخبار

"ما لا يقال " عن مقتل الصحفي "سامر رياض" و صحة الرئيس بوتفليقة

"ما لا يقال " عن مقتل الصحفي "سامر رياض"
و صحة الرئيس بوتفليقة
مدير نشر جريدة وقائع سياسية : ايوب المزاهر
بدأت تطفو إلى السطح في الأيام الأخيرة وخاصة بعد تدهور صحة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة،قضية قتل وتصفية الصحفي"سامر رياض"
فالصحفي والإعلامي " سامر رياض" واسمه الحقيقي سمير اوعيل اشتغل كصحفي في مجموعة من المنابر الإعلامية الجزائرية ، أهمها جريدة "الفجر" ،"الخبر" والشروق ، حيث تخصص في صحافة التحقيقات قبل ان يخوض مجال السمعي البصري بمباركة المخابرات الجزائرية ،هذه الأخيرة عملت على تأسيس قناة خاصة تحت اسم "نوميديا نيوز" وقدمت كطبق من ذهب لزميلنا "سامر رياض" لا لشيء سوى مهاجمة المملكة المغربية حكومة وملكا وشعبا،وكان يتمثل ذلك في برنامج "مالا يقال"  الأسبوعي حيث سار هذا الصحفي على هذا المنوال لبرهة من الزمن تفنن في نعث المغرب ومقدساته بأقدح النعوت إلى أن قاده لسانه الذي أعطي أكثر مما يستحق إلى حتفه كيف ذلك ..؟
ففي آخر حلقة من برنامجه "مالا يقال" بدأ الرجل كلامه كعادته يتكلم عن الوضع السياسي في الجزائر وكان لابد من يأتي دور المملكة المغربية لتنال نصيبها من النعوت القدحية  كالعادة لكن ما لم يخطر ببال أسياده في المخابرات الجزائرية التي كان يرأسها آنذاك الجنرال توفيق ولا ربما كان قرار تصفية "سامر رياض" هو أخر قرار اتخذه الجنرال توفيق قبل إقالته كيف ذلك؟
بدأ القتيل حلقته الأخيرة بالكلام عن القيادة السياسية والعسكرية الجزائرية وحنكتها في إدارة شؤون البلاد ، حسب رأيه ومع الأخذ والرد في الكلام وبفضل الضوء الأخضر الذي أعطي له في برنامجه هذا ، قاده لسانه إلى انتقاد الدولة الجزائرية في إطار سياستها الاجتماعية والاقتصادية المتمثلة في إعادة إيواء قاطني دور الصفيح ، حيث تكلم في هذا الموضوع بإسهاب رافضا أن ينال المواطن الجزائري سكنا لائقا وبالمجان، لأن هذه السياسة تصنع الاتكال وتنمي غريزة الكسل لدى المواطن الجزائري ،في حين وجب عليه تأدية ثمن الشقة الممنوحة له، وخلال حديثه عن هذه السياسة الحكومية العديمة الجدوى عرج "سامر رياض" إلى صحة الرئيس بوتفليقة حيث حمل كافة أطياف الشعب الجزائري ما أصاب الرئيس وقال بالحرف "ليثنا حافظنا على صحته وعقله وأننا مسئولون عن تظهور صحته " كما أضاف قائلا  " إن الشعب الجزائري لا يستحق رئيسا في مقام بوتفليقة وان ما قدمه بوتفليقة للشعب الجزائري لا يتناسب مع الاعتراف بالجميل من طرف الشعب" هذه الجملة التي كررها مرارا وتكرارا خلال حلقته الأخيرة هي النقطة التي أفاضت الكأس وكانت السبب في اتخاذ قرار تصفيته الجسدية بصفة رسمية قبل نهاية هذه الحلقة.
وفعلا مباشرة بعد نهاية الحلقة عند الساعة 4 بعد الزوال من يوم الأربعاء وما أن دقت الساعة 11 ليلا حتى أعلن خبر وفاته جراء أزمة قلبية حادة علما انه كان في صحة جيدة ولا يشكو من أي مضاعفات صحية.
في حين أعلنت قناة" نوميديا نيوز" على صفحتها الرسمية على" فايس بوك" أن مديرها العام الراحل سامر رياض قد أصيب بوعكة صحية نقل على إثرها إلى عيادة الأزهر بدالي إبراهيم، و السبب إصابته بقرحة معدية نتيجة إصابته بسرطان المعدة و هو المرض الذي لم يكشف عنه الراحل إلا لعدد قليل من مقربيه منذ سنة تقريبا مع تحفظ شديد من أقرباء الفقيد وأطباء في العيادة الذين رفضوا الإدلاء بأي تصريح حول سبب الوفاة، كما أن صحافيي قناة "نوميديا نيوز" التي كان يديرها الراحل، امتنعوا عن تقديم تصريحات لأي جهة.
ما الذي جرى ما بين نهاية الحلقة من برنامج "مالا يقال" وساعة إعلان وفاته؟
فحسب سيناريوهات العارفين بخبايا وكواليس المخابرات العسكرية الجزائرية فإن  رئاسة هاته الأخيرة استشاطت غضبا من ما جاء على لسان القتيل خلال برنامجه الأخير حيث انه ومباشرة بعد نهاية البرنامج تلقى اتصالا هاتفيا يطلب منه  الانتقال إلى مقر وزارة الدفاع الجزائرية حسب مكتب الاتصالات بقناة "نوميديا نيوز" وهنا يطرح السؤال :
ما علاقة هذا الصحفي برئاسة أركان الحرب الجزائرية؟
 فبعد وصوله مباشرة إلى مقر وزارة الدفاع طلب منه الانتظار  في قاعدة خاصة بزوار وضيوف الوزارة ،وخلال فترة انتظاره اقترب منه نادل وقدم له مشروب ساخن ولبرهة من الزمن من الانتظار وما إن تم فنجانه طلب منه الاعتذار كون أن الجنرال توفيق لازال في اجتماع مغلق وبإمكانه العودة في اليوم الموالي .
ومباشرة بعد خروجه التحق ببيته وبمجرد ولوجه شعر باضطرابات قلبية مصحوبة بقيء وغثيان حيث طلبت عائلته سيارة إسعاف لنقله إلى أقرب مصحة خاصة لتقديم الإسعافات الأولية لكن القدر لم يمهله وكان مفعول ما قدم له  في المشروب الساخن أسرع من تمتد إليه يد المساعدة الطبية فأسلم الروح لباريها وسط ذهول أفراد عائلته والطاقم الطبي ولكن يد المخابرات الجزائرية طمست كل ما من شأنه أن يعطي بالتفصيل أسباب الوفاة الغامضة وأحاطتها بتكتم شديد معلنة أن الأمر يتعلق بأزمة قلبية حادة وللأسف الشديد فإن وفاته لم تأخذ ما تستحقه من اهتمام من لدن زملائه في مختلف المنابر الإعلامية وخاصة التي اشتغل بها حيث تناولت نبأ وفاته بشكل محتشم لا يرقى إلى ما أثير من نقاش حاد وكبير في حالات أقل شأنا من موقع "سامر رياض" بل الأكثر من هذا ثم إقبار كل البرامج التي كان يسهر عليها كون انه كان المدير العام لقناة "نوميديا نيوز" حيث أصبحت هذه القناة تقتصر على بث أفلام رعاة البقر ، بعدما كانت صوت للمخابرات العسكرية الجزائرية آلتها الدعائية حيث فشلت تجربتها التي راهنت من خلالها على القتيل ليكون رأس حربة في مواجهة بلد الشرفاء وبالتالي قتلوا الحصان الذي كانوا يراهنون عليه في مواجهة المملكة المغربية والذي قادته الصدفة وحدها للتنطع والانفلات من قبضة الشرذمة التي وضعته في المواجهة حيث كان لسانه سبب مقتله بل اغتياله.
فعندما تكلم قيد حياته الصحفي "سامر رياض" عن صحة بوتفليقة الجسدية وخاصة العقلية مذكرا الشعب الجزائري أنه كان بالإمكان أن نحافظ على صحته وعقله حيث كرر أكثر من مرة " نحن الذين مرضناه" ، نعم "نحن الذين مرضناه" كلمات صريحة كانت كفيلة لتثير حفيظة المخابرات العسكرية الجزائرية والتي تحاول إخفاء الشمس بالغربال مدعية آن الرئيس بوتفليقة بصحة جيدة ويزاول مهامه بكامل قواه الجسدية والعقلية فجاءت الخبرة الفرنسية التي تتبث زيف ادعاءاتهم وأنه مصاب بجلطة دماغية والصور الأخيرة  لرئيس بوتفليقة كفيلة بالتعبير عن صحته فكان من سلموه سلاحا ليحارب به المملكة المغربية هو من وجه فوهة هذا السلاح نحو كافة أطياف  الحكومةوالشعب والجيش الجزائري في آن واحد. وبالتالي فإن قرار التصفية والتخلص من "سامر رياض" بهذه الطريقة المخابراتية  الإجرامية كما هو معلوم ومعهود لهذه الأخيرة وقد ثبت جليا أن الجنرال توفيق كان على اتصال مباشرة بهذه العملية التي يمكن أن تكون السبب في إقالته.
فهل سيتم فتح تحقيق مباشر ومعمق في قضية مقتل وتصفية الصحفي "سامر رياض" أم أن القيادة العسكرية الجزائرية ستكمل مسيرة الاغتيالات في حق الصحفيين؟؟...





وضع القراءة :
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-